نَصْرُ المُخْتار ودَحْرُ الفُجَّار!

يوسف مسعود قطب حبيب (?)

نَبحتْ شرَارُ الخَلقِ تَقذِفُ بالتُّهَمْ ... لِتَعِيبَ مَنْ أرْسَى المَبادِئَ والقِيَمْ

أيْنَ النُّباحُ وإن تَكاثرَ أهْلُهُ ... مِنْ نَيْلِ بَدْرٍ قدْ سَما فوْقَ القِمَمُ

أو نَيْلِ نَجْمٍ ساطِعٍ يَهْدِي الوَرَى ... سَعِدَتْ به وَبنُوره كُلُّ الأمَمْ

جَادَ الكَريمُ بهِ بأعْظَم نِعْمَة ... فَتَحَ القُلوبَ بهِ وأحْيا مِنْ عَدَمْ

قدْ تَمَّمَ الأخْلاقَ بَعْدَ ضَياعها ... وشَفَى العَلِيلَ مِن الوَساوِسِ والسَّقمْ

بالعَدْلِ وَالإحْسان قامَتْ شِرْعَةٌ ... والفُحْشُ والبَغْيُ البَغيضُ قد انْهَدَمْ

فَغَدا ظَلامُ الكَوْنِ صُبْحًا مُشْرِقًا ... لمَّا اسْتَضاءَ بنْورِ أحْمَدَ وابتَسَمْ

سَحَّاءُ كَفُّ مُحَمَّدٍ بعَطائِها ... كالغَيْثِ عِنْدَ عُمُومِهِ لا بَلْ أعَمْ

مَنْ ذا يُطاوِلُ رَحْمَةً فِي قلبهِ ... مَنْ ذا يُبارِي في السَّماحَةِ والكَرَمْ؟

فَلتسألِ الثقلَيْنِ عَنْ أخلاقهِ ... بَلْ سائِلِ الطير المُحَلِّقَ بالقمَمْ

مَنْ صاحَ بالأصحاب رُدُّوا فرْخَه ... كليْ يَسْعَدَ العُشُّ الحزينُ وَيَلتَئِمْ

بَلْ سائِلِ الجَمَلَ البَهِيَمَ إذِ اشْتَكَى ... لِمُحَمَّد بدمُوعِهِ مُرَّ الألَمْ

فوَعَى الخِطابَ وقامَ يُعْلنُ غاضِبًا ... لا يَرْحَمُ الرحمنُ إلا مَن رَحِمْ

وَعَفا عَنِ الخَصْم اللَّدودِ وَسَيْفُهُ ... بيَمِينِهِ وَالخَصْمُ قدْ ألقى السَّلَمْ

هَلاَّ رَأيتمْ مِثلَ عَفْوِ محمدٍ ... عَنْ أهلِ مكة عَبرَ تاريخ الأمَمْ؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015