د/عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
أطبقَ اللَّيلُ واخْتَفَتْ أضواءُ ... وتَوالَى عَلَى النُّفُوسِ البلاءُ
ودموعٌ هَمَتْ كأمطارِ مُزْنٍ ... واقشَعَرَّتْ بسيطةٌ وسَماءُ
وبِحارٌ بمائها وجبالٌ ... راسياتٌ جثَى عليها الوَبَاءُ
وسحابٌ تَمُرُّ مَرَّ غَضُوبٍ ... ليس ماءٌ يزينها أوْ هَواءُ
نَعَمٌ تصطَلِي برمضاءِ قحْطٍ ... هي عَطْشَى وما هنالك ماءُ
وانظر الورْدَ والزهورَ بروضٍ ... مسها الضُّرُّ واعْتراها الحَياءُ
شَجَرٌ مُذْبَلٌ ودَوْحٌ تهاوَى ... وزروعٌ من الونى حدباءُ
ها هي الشمسُ في السماء اكْفَهَرَّتْ ... وانحنى البدرُ والتَوَتْ جَوْزَاءُ
كلُّ شبرٍ على البسيطة يشكو ... من أناس كما يقال غُثَاءُ
دِينُها يُعْتَدَى عليه جِهارًا ... ورسولٌ يَسُبُّهُ الجهلاءُ
كيف نَرْضي مَذِلَّةً وهوانًا ... كيف نرضى الخضوعَ أين الإباءُ
أيُّ نَصْرٍ ونحن في بئرِ لَهْوٍ ... أيُّ عِزٍّ وقد غزانا الريَاءُ
أي نصرٍ ومنتدانا المَخازِي ... أيُّ نصر وثوبنا الكبرياءُ
أيها المسلمون في كل قُطر ... أيها الأتقياء والأولياءُ
سدِّدوا السَّهمَ فالعدوُّ تمادى ... لا تَذِلوا فأنتمُ العَلْيَاءُ
أرشقوا بالنِّبَالِ كل عُتُلٍّ ... حَرَبه الصالحون والأنبياء
وَحِّدُوا صَفَّكُم بجدٍّ وَعْزمٍ ... وانصروا الله أيها الأوفِياء