أقْرِئ نَبِيَّكَ يا دِحْيَةُ إنَّه ... حَان الزَّمَانُ ومُلكُنا سَيُزَالُ
سيزولُ ليلُ الظُّلم حتى تَنْضَوِي ... كُلًُّ المكائدِ تَخْتَفِي الأدْغالُ
وَيَعُمُّ كُلَّ الكونِ عَدْلُ مُحَمَّدٍ ... ويذوبُ بَغْيٌ تَنْتَهي الأهوالُ
يا أمَّةَ المليارِ هَلْ مِن غَضْبَةٍ ... تُذْكِي النُّفُوسَ كأنها المِرْجَالُ
تَجْتَثُّ شأفَةَ حاقدٍ مِنْ أَصْلِه ... حتى يَثُوبَ مَعَ الرَّدَى الدَّجَّالُ
فالصَّافِنَاتُ مِنَ الجِيادِ عَلَى الذُّرَى ... قَدْ أُسْرِجَتْ، وتَقدَّمَ الخَيَّالُ
والعَادِياتُ الصبْحُ تَبْرُقُ في الدُّجَا ... والمُورِياتِ القَدْحُ والأجْمَالُ
يا سيدي مَا إِن رَمَوْكَ بِسَهْمِهِمْ ... حَتَّى تدافعَ لِلوَغَى الأبْطَالُ
وَتَعَالَتِ الرَّاياتُ تُعْلِنُ زَحْفَهَا ... للنَّصْرِ يَعْلُو فَوْقَهُنَّ هِلاَلُ
مِنْ قُبَّةِ الإِسْرَاءِ تَغْزِلُ عَزْمها ... أتَذُودُ بالعَزْمِ الفَتِى نِصَالُ
وَتُرِيقُ مِن دَمِها الزَّكِيِّ جَدَاوِلاً ... نِعْمَ الدِّمَاءُ فِدَاكَ حِينَ تُسالُ
دَكَّتْ بِهِ جُنْدُ الحَمَاسِ حُصُونَهم ... فَمَشَى النَّعيُ يُقُودُه الإعْوَالُ
والسَّمْهَرِيُّ بِهَا يَغُدُّ خُطُوطَه ... فَهَوَتْ عُروشٌ حُطِّمَتْ أَغْلالُ
وَتَقَهْقَرَ الأسْطُولُ أُسْطُولُ الخَنَا ... والبُشُّ يَصْرخُ أَنْ هَلُمَّ تَعَالُوا
وَتَنَاقَصَ الشَّيْطَانُ لاَ يَلوِي إِلى ... مَا قَدْ دَعَا وَتَقطَّعَتْ أحْبَالُ
وَتَشَرْذَمُوا فِرَقًا تَجُرُّ خُيُولُهم ... أَذْيَالَ نَكْسَتِهِم، وآلَ مَآلُ
لاَ تَفْرَحُوا .. أمَا فَطِنْتُم أنَّنَا ... سَنَجُزُّ رَأسًا لَن يَطُولَ نِزَالُ
وَيُبَاعُ في سُوقِ النِّخَاسة بُشُّكُمْ ... حتى تَدُوسَ جَبِينَهُ الأطفالُ
يا أيُّهَا الغَرْبُ الكسيحُ رُوَيْدَكُم ... إِن المَعِامَع حِمْلُهن ثِقَالُ