بِأَبِي وأمّي

لرمضان عمر

هذا المِدَادُ بِمِسْك أحْمَدَ قدْ هَمَا ... وازدانَ فيه مَعَ النَّسيم مِثالُ

أَزْهُو بهِ في رِقَّةٍ أَشْدُوا بها ... ليطيبَ في مَدحِ الحبيبِ مَقَالُ

أَقْفُو به كعبَ الأوائلِ لَيْتَنِي ... كنْتُ الذي آبَتْ بِهِ الآمَالُ

فَتُصِيبُنِي بعضُ الشَّفاعَةِ حِينَها ... فأكونُ أسعدَ مَن حَوَتْهُ رِمَالُ

أفْدِيكَ يا خَيْرَ الخَلائِقِ كُلِّها ... إِنْ شَطَّ قَومٌ أو بَغَى الدَّجالُ

بأبي وأمي كيفَ لا أَفْدِيكَ إِذْ ... بَدَأ القتالُ وَدَقَّتِ الأطبَالُ

وَتَطَاوَلَتْ عُصَبُ الكِلابِ وأَنْفَث ... مِنْ كُلِّ سُمٍّ ناقعٍ رِيغَالُ

قَدْ زَادَ حَدُّ الحَدِّ حتى لمْ يَعُدْ ... يُجْدِي مع الفِعْلِ الشَّنِيعِ جِدَالُ

وَتَمَرَّدَ الأزْلامُ حتى أثْخَنُوا ... طَعْنًا وَكيدًا والحروبُ سِجَالُ

كَذَبُوا ولو صَدَقوا لقالوا: إِنَّهُ ... سِحْرُ الوجودِ فَلَن يُعابَ كمَالُ!

خَيرُ البَرِيَّةِ رَغْمَ أنْفِ أُنُوفِهم ... حَاشَا لِمِثْلِكَ أَنْ يُسِيءَ مَقَالُ

فالقولُ دُونَك في المَدِيحِ وِإنْ عَلاَ ... وَلِشِسعْ نَعْلِكَ تَسْقُطُ الأقْوَالُ

فَلْيَخْسَئُوا، ولَبِئْسَ ما جاءتْ به ... صُفْرُ الوُجُوهِ الخِسَّةُ الأنذَالُ

الرَّاتِعُونَ مع الشِّياهِ كَأنَّمَا ... شاهتْ وجوهُ الغربِ فهي سِمَالُ

القَاصِرُونَ عن الفضائِلِ ما ارْعَوَوْا ... واللُّؤْمُ فيهم شِيمةٌ وخِصَالُ

شَرَّ البَرِيَّةِ يا أشَرَّ خَلِيقةٍ ... خجلَتْ لمْثِلِ فِعَالِهنَّ بِغَالُ

أحضارةَ الدَّجَلِ السَّخِيفِ أَهَكَذَا ... تُؤْتَى المكارمُ؟! بِئسَما الأفْعالُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015