وفي سجاياكَ يا خيرَ الورى مُثُلٌ ... وفي حياتِكَ ذَاكَ المُقْتدَى الأثَرُ

قد كنتَ قَلبًا لنشرِ الدينِ مُجْتَهِدًا ... وكنتَ كَفًّا لبذلِ الخيرِ تَبْتَدِرُ

إذا وَهَبتَ فلا مَنٌّ ولا قَتَرٌ ... وإنْ دُعيتَ فلا مُطْلٌ ولا ضَجَرُ

وكنتَ قرءانَنا يمشي بخيرِهدًى ... مَاذا نقولُ وماذا فيكَ نَخْتَصِرُ؟

يا ناصر الدين .. يا وحي الإله به ... يرفرفُ القلبُ والأرْواحُ والفِكَرُ

يا أشرفَ الخلقِ لن نرضى بما اقترفوا ... هذي القُلوبُ تَكادُ اليومَ تَنْفَطِرُ

وُجْدَانُنُا في جحيمِ الغيطِ مُشْتَعِلٌ ... قلوبُنا بلهيبِ الإفْكِ تَسْتَعِرُ

يا مَن أضاءَ بنورِاللهِ سُنَتَهُ ... للمقتدينَ فتلكَ الأَنْجُمُ الزُهُرُ

مَناقِبُ النَّصرِ في أرجاءِ دعوته الـ ... ـغَرَّاءِ فيها قلوبُ الشركِ تَنْبَهِرُ

ما بينَ مُسْتَتِرٍ عنها ومُنْكَسِرٍ ... تلكَ الفلولُ بعونِ اللهِ تَنْدَثِرُ

هُدَاكَ زلزلَ كسرى في مدائِنِه ... وخرَّ قيصرُ إذْ لَمْ تُغنِهِ النُّذُرُ

يا خَاتَمَ الرسلِ لم نجزعْ لِمَا كَتَبُوا ... فالجهلُ يُغوي وهذا شأنُ مَن كَفَرُوا

غُلَّتْ أيَادِيهمُ إذ صَدَّقُوا خَرِفًا ... شُلَّتْ يداهُ .. وَتَبًّا للذي نَشَرُوا

يقينُنا أننا نفدي بما مَلَكَتْ ... أَيْمانُنا إِنْ تَوالتْ حَولَكَ الزُمَرُ

بل تفتديك وأَيْمُ الله أفئدة ... لِنُصرةِ الحقِ والقرآنِ تُعْتَصَرُ

أرواحُنا ودِمانا فيك نَبذلُها ... نذودُ عَنْك بقولِ اللهِ نَأتَمِرُ

لا نرتضي قولَهم .. كَلَّا وما فَتِئَتْ ... ضَرَاغِمُ الحقِّ لا جُبْنٌ ولا خَوَرُ

فَكَمْ لَقِينا ولم تَضْعُفْ عزائِمُنا ... وكم تغيَّرَتِ الأفلاكُ والسِّيَرُ

لكنَّ إيمانَنا وما ضَعُفَت ... منا العزائمُ إِنْ ضَجُّوا وإن سَخِرُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015