يا خيرَ مَنْ وطئ الثرى، في عصرنا ... جيشُ الرذَّيلة والهوى جَرَّارُ

في عصرنا احتدم المحيطُ ولم يَزَلْ ... متخبِّطا في مَوجِه البحَّارُ

جمحتْ عقولُ الناس، طاشَ بها الهوى ... ومِن الهوى تتسرَّب الأخطارُ

أنت البشير لهم، وأنتَ نذيرهم ... نِعم البشارةُ منك والإنذارُ

لكنهم بهوى النفوسِ تشرَّبوا ... فأصابَهم غَبَشُ الظُّنُون وحَاروا

صَبَغوا الحضارةَ بالرَّذِيلة، فالْتقى ... بالذئبِ فيها الثعْلَبُ المكَّارُ

ما "دانمركُ" القوم، ما "نَرويجهم"؟ ... يُصغِي الرُّعاةُ وتَفهم الأبقارُ

ما بالهم سكتوا على سفهائهم ... حتى تمادى الشرُّ والأشرارُ؟!

عجبًا لهذا الحقدِ يَجري مثلَما ... يجري "صديدٌ" في القلوب، و"قَارُ"

يا عصرَ إلحادِ العقولِ، لقد جرى ... بك في طريقِ المُوبِقاتِ قِطارُ

قَرُبَتْ خُطاكَ من النهايةَ، فانتبهْ ... فلربَّما تتحطَّم الأسوارُ

إني أقولُ، وللدموع حكايةٌ ... عن مِثلِها تتحدَّث الأمطارُ:

إنَّا لنعلمُ أنَّ قَدْرَ نبيِّنا ... أسمى، وأن الشانئين صغَارُ

لكنَّه ألمُ المحبِّ يزيده ... شرفًا، وفيه لمن يُحبُّ فَخَارُ

يُشقِي غُفَاةَ القومِ موتُ قلوبهم ... ويذوقْ طعمَ الرَّاحةِ الأخيارُ (?)

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015