للدكتور عبد المعطي الدالاتي
هاتِ الحديثَ مِزاجُه الأشْواقُ ... وصِفِ الحبيبَ فكلُّنا تَوَّاقُ
فَهَوَى الحُروفَ تَعَطَّرتْ أَرْدَانُها ... بِشَذَا الأَحِبَّةِ .. والهَوَى أَذواقُ
فغدا يُحَدِّثُ عن جلالِ المُصْطَفى ... فَتَوَضَّأتْ بِدُمُوعِها الأحْداقُ
يَحكي بشوقٍ عن جَمَالِ مُحمد ... أَحْلَى اللُّغَى ما قالتِ الأشواقُ
عَنْ قلبِه عن حُبِّه عَن لُطْفِه ... عن كُلِّ ما قَدْ جادتِ الأخلاقُ
تحيا بذكرِ مُحمَّدٍ ترنيمةٌ ... في القلب تَسْرِي والهَوَى خَفَّاقُ
طوبى لِمَن عن نَهْجهِ لم يَغفَلُوا ... يومًا، وذاقوا في الهوى ما ذاقوا
طوبى لمن في دربهِ قد أوْغَلُوا ... ناموا على أحلامهم وأفاقوا
ساروا إليه تحثُّهم أَمالُهم ... وأنا الأسيرُ، فهل يُفَكُّ وَثَاقُ؟!
طَالتْ وطالتْ غربتي يا إخوتي ... وحبيبُ قلبي دَونَه الآفاقُ
طالَ الطريقُ فكيف أبدأُ رحلتي ... وأنا الضعيفُ وما لَدَىَّ بُراقُ؟!
لا تُطْرِقي يا نفسُ هيَّا فاذهبي ... وتحسّسي .. لا يَنفَعُ الإطراقُ
يا نفسُ جِدّي إنْ يشأ ربُّ الورى ... لا يلبثِ الأحبابُ أن يتلاقوا
* * *
* * *