فما أنِ استَنجدت تلك الدولةُ باتحادِهم حتى وقفوا جميعًا بجانبها، وتواصَى بعضُ المجرمين على نَشرِ هذه الصور في صحافتِهم تعاونًا على الإثمِ والعدوانِ، وتفتيتًا للمقاطعة، وتأكيدًا لحريَّة النشر -بزعمهم-، وكان بعضُ ساستهم يأسفُ لإِهانةِ مشاعر المسلمين، ثم يتصلُ بكبيرِ الدانمارك ليؤيِّده ويقول: {إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14]، حتى يُعلِموا المسلمين أنهم جميعًا في خندقٍ واحد، وأننا لا نستطيعُ مواجهتهم جميعًا.
حيث عَبَّر بعضُ مسؤوليهم عن أنه لا بدَّ مِن إيقاف المقاطعة ولو أدَّى ذلك إلى شَنِّ حربٍ صليبيةٍ جديدة، وهذا -وإن لم يصرَحْ به كثيرٌ منهم-، إلا أنها زَلَّةٌ تُمثِّلُ رأيَ طائفةٍ منهم: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118)} [آل عمران: 118].
* اتضاحُ غطرسةِ الغربِ وعنادِه:
فهو يرفضُ الاعتذارَ -حُكومةً وشعبًا-، وينظرُ للمسلمين نظرة استحقار .. بل يُصرِّحُ بعضُ مسؤوليهم أنهم لا يريدون الاعتذار ولا يرغبون فيه.
* اتضاح موقف المنافقين:
وهم الواقفون مواقفَ الرِّيبة من هذه الجريمة، إمَّا بالسُّكوت تارةً، أو بالتَّبرير تارةً، أو بالتَّهوين تارةً، أو بالاستهزاءِ من استنكارِ المسلمين لهذه الجريمةِ تاراتٍ وتارات.