فهؤلاء لَما تنقَّصوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، حيث عابوه والعلماءَ من أصحابه، واستهانوا بخبره، أخبَرَ الله أنهم كفروا بذلك، وإن قالوه استهزاءً، فكيف بما هو أغلَظُ من ذلك؟ وإنما لم يُقِم الحدَّ عليهم لكونِ جهادِ المنافقين لم يكن قد أُمِرَ به إذ ذاك، بل كان مأمورًا بأن يَدَعَ أذاهم؛ ولأنه كان له أن يعفوَ عمَّن تنقَّصه وآذاه (?).

الدليل الثالث

* الدليل الثالث: قوله سبحانه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 58].

واللمزُ: العيبُ والطعن (?)، قال مجاهد: "يتَّهمُك يسألك يزْراك" (?).

وقال عطاء: "يَغتَابُك".

* وقال تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} [التوبة: 61] الآية.

وذلك يدلُّ على أن كلَّ مَنْ لَمَزه أو آذاه كان منهم؛ لأنَّ {الَّذِينَ} و {وَمَن} اسمان موصولانِ، وهما مِن صِيَغ العموم، والآية وإن كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015