غَيُورًا ومتحمِّسًا، وكان يُحارِبُ الباطل، وكان رسولاً من السماء، وكان يُريدُ أن يؤدِّيَ رسالتَه على أكملِ وجهٍ، كما أنه لم يَنْسَ يومًا من الأيامِ الغرضَ الذي بُعث لأجله، ودائمًا كان يَعملُ له ويتحمَّلُ في سبيله جَميعَ أنواع البلايا، حتى انتهى إلى إتمامِ ما يُريد".
* والفضل ما شهِدتْ به الأعداء:
نَقلت مجلة "العرفان اللبنانية" في آخر الجزءِ الثالث من المجلد (321) عن مجلة "العالم الإسلامي" الإنجليزية لصاحبها القَسِّ "زويمر" ما يلي: "فالقرآن الذي نَزل على محمد بدلاً مِن أن يكونَ ضربةً قاضيةً على التقدُّمِ، هو كتابٌ {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: 1]، فيه آياتٌ بينات، ودلائلُ واضحات، وأخبارٌ صادقة، ومواعظُ رائعة، وشرائعُ راقية، صالحةٌ لكلِّ أُمةٍ ولكلِّ زمان".
مستشرق بريطاني، وُلد عام1853، وتوفِّي عام 1917، له اطِّلاعٌ واسعٌ على تاريخ العرب، وهو واضعُ فهرست المسكوكات المحفوظة في دار الكتب المصرية عام 1897، وله رسالةٌ في تاريخ العرب، قال فيها: "إنَّ ما اتَّصف به محمدٌ من الصبر واحتمالِ المكارِه والعفوِ عند المقدرة، لَبرهانٌ لنا واضحٌ على أنه كان صادقًا، إذ يقول: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، فمحمدٌ ذو يقينٍ راسخٍ وقوةِ عزمٍ هائلة".
* * *