° وقال في "ملحمته" المشهورة صفحة (47) -تحت عنوان "مولد محمد"-:
مَن تُرى ذلك الصبيُّ الذي إن ... ذَرَّ دَمعًا فالجوُّ في إعطاء؟
مبسَمٌ من لآليء الفجرِ أنقى ... وجبينٌ كالنجمةِ الغَرَّاءِ
° إلى أن قال:
هلَّ يومٌ في صفحةِ الدهرِ فذٌّ ... طيِّبُ الفَوح رافلٌ بالبهاءِ
لم يَشُب ذلك النهارَ مساءٌ ... فهو يومٌ مُسْمِرُ الأضواءِ
وانزوى الليلُ خاشعًا كيتيمٍ ... ضَيعته مباهجُ الأغنياءِ
أرهفَ الكونُ سَمْعَه وتَمشَّت ... في الجماداتِ نَشوةُ الصهباءِ
واستفاقت جزيرةُ العُربِ حَيرى ... "فمَناة" و"اللاتُ" في الدقعاءِ
أخرسَ الناسَ خَطبُها فتبارَوا ... في استلام الآلهةِ الصماءِ
ابن "وَدٌّ" وأين بطش "سُواعٍ " ... كان ذاك النذيرُ بَدْءَ انتهاءِ
وتوالت في أرضِ فارسَ أرزا ... ءٌ جِسام فنارُها في انطفاءِ
وارتجاسُ الإيوانِ هَزَّ قلوبَ الفُر ... سِ هَزَّ السَّنابِلِ العَجْفاءِ
تُحفةُ العالَم القديم ومَجدُ الـ ... ـعين والفنِّ والعُلى والبناءِ
إنْ تداعى فشمسُ كسرى كسُوفٌ ... مؤذنٌ بالنهايةِ السواءِ
حُلمُ الموبِذانِ بالنورِ يَجري ... والصحارِي مَرُعَةٌ بالرُّغاءِ
والخيولُ العِرابُ سَيلٌ أتى ... ضابحاتٍ في مَسْمَع الزَّوراءِ
أجفلَ السُّورُ المدائن خوفًا ... مِن صَهيلِ السوابح الجَرْداءِ
وإذا الفُرسُ والمدائنُ صرعى ... في مجالِ السنابِكِ الحمراءِ
* * *