{ثمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى}.

° قال قتادة: "أي: يتبختر .. وهو أبو جهل ابن هشام، كانت مشيته".

° وقال مجاهد: "كان يتبختر".

° وقال أيضًا: " {يَتَمَطَّى} أبو جهل".

° وقال ابن زيد: "هذا في أبي جهل متبخترًا" (?).

• وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه المِشية، فقال: "إذا مَشَتْ أمَّتي المُطَيْطاء، وخَدمها أبناءُ الملوكِ -أبناءُ فارسَ والروم-، سُلِّط شِرارُها على خيارها" (?).

كان أبو جهلٍ عمرُو بنُ هشام يجيءُ أحيانًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَسمعُ منه القرآنَ، ثم يذهبُ عنه، فلا يؤمنُ ولا يُطيع، ولا يتأدبُ ولا يخشى؛ ويؤذِي رسولَ الله بالقول، ويَصُدُّ عن سبيل الله .. ثم يذهبُ مُختالاً بما يفعل، فخورًا بما ارتكب من الشر، كأنما فَعَل شيئًا يُذْكَر .. والتعبيرُ القرآني يتهكَّمُ به، ويَسخرُ منه، ويُثير السُّخرية كذلك، وهو يُصوِّرُ حركةَ اختياله بأنه {يَتَمَطَّى}، يَمُطُّ في ظهره، ويتعاجَبُ تعاجُبًا ثقيلاً كريهًا!.

وكم من أبي جهلٍ في تاريخ الدعوة إلى الله، يَسمعُ ويُعرض، ويتفنَّنُ في الصَّدِّ عن سبيل الله والأذى للدعاة، ويمكرُ مَكْرَ السَّيِّء، ويتولَّى وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015