كلَّما عَلم بوجود الشيخ -رحمه الله- في مكانٍ غادره (?).
ثم عَدَل المبشِّرون عن مِثل هذه المواجهةِ الصريحة، وانطلقوا في المجالاتِ الأخرى غيرِ المباشرة.
وكان ذلك بتأسيسِ المستشفيات والمستوصفاتِ التبشيرية، وتوجيهِ الأطباءِ المتنقِّلين، والمستوصفاتِ المتنقَّلة، وقد تحمَّلوا في ذلك مشقاتِ الدخولِ في أصعبِ الأماكنِ الإفريقية، وغيرها.
وقد وَجَّهوا اهتماماتٍ كبرى لتنصيرِ المسلمين في مجالِ خِدماتِهم الطبية، في معظم بلدانِ العالم الإسلامي الكبرى والصغرى، واستثمروا مؤسساتِهم الطبيةَ استثمارًا اقتصاديًا واسعًا مع قيامهم بمهمَّاتِ التنصير.
وذلك في كلِّ بلدٍ إسلامي يوجَدُ فيه نصارى، ولو لم يتجاوزوا عددَ أصابع اليدين، لتكونَ هذه المؤسساتُ الدينية بؤرةً للتنصير، ومسوِّغًا للادعاءاتِ المستقبليةِ بحقوقٍ تاريخيةٍ في بلاد المسلمين
وذلك في المرحلةِ دون المرحلةِ الجامعية التي هي من اختصاصِ المستشرقين، وقد أسَّسوا في هذا المجالِ مدارسَ كثيرة في بلدانِ العالم