وكيف دنا الحديدُ إليه حتَّى ... يُخالِطَه، ويَلحَقَه أذاه؟

وكيف تمكَّنتْ أيْدي عِدَاهُ ... وطالتْ حيث قد صَفَعوا قفاهُ؟

وَهَلْ عاد المسيحُ إلى حياةٍ ... أم المُحِيي له ربُّ سِوَاهُ؟

ويا عجبًا لقَبْر ضَمَّ رَبًّا ... وأعجبُ منه بطنٌ قد حواهُ!

أقامَ هناك تِسْعًا من شهورٍ ... لدى الظُّلَماتِ من حَيْضٍ غِذاهُ!

وشَقَّ الفَرجَ مولودًا صغيرًا ... ضعيفاً، فاتِحًا للثَّدْيِ فاهُ!

ويأكلُ ثم يشربُ، ثم يأتي ... بلازمِ ذاك، هلْ هذا إلهُ؟

تعالى اللهُ عن إِفْك النَّصارَى ... سيُسأل كلُّهمْ عمَّا افتراهُ!

أعُبَّادَ الصَّليبِ لَأيَّ مَعْنىً ... يُعظَّمُ أوْ يُقَبَّحُ مَن رماهُ؟

وَهَلْ تقضي العقولُ بغيرِ كسرٍ ... وإحراقٍ له، ولِمَنْ بَغاهُ؟

إذا رَكِب الإلهُ عليه كُرْهًا ... وقدْ شُدَّت لتسميرٍ يداهُ!

فذاكَ المركَبُ الملعونُ حَقًّا ... فدُسْهُ، لا تبُسْه إذ تراهُ

يُهانُ عليه ربُّ الخَلْق طُرًّا ... وتعبُدْه!! فإنك مِن عداهُ!

فإِن عَظَّمْته مِن أجَلِ أن قدْ ... حوى ربَّ العباد، وقد عَلاهُ!

وقد فُقِد الصليبُ فإِن رأينا ... له شكلاً تذكَّرْنا سناهُ!

فهَلاَّ للقبور سجدت طرًّا ... لِضَمَّ القبرِ ربَّك في حشاه؟

فيا عبد المسيح أفِقْ فهذاه ... بدايتُه، وهذا مُنْتهاهُ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015