فإذا أتاهُ الوحيُ لم يأذَنْ له ... ويقومُ بين يديْ عِداهُ مثيلاَ

ويقولُ تلكَ أدِلَّة لفظيَّةٌ ... معزولةٌ عن أنْ تكونَ دليلاَ

وإذا تَمُرُّ عليه قال لها اذهبي ... نحو المُجَسِّم أوْ خُذِي التأويلاَ

وإذا أبَتْ إلا النزولَ عليه كـ ... ـان لها القِرَى التحريف والتبديلاَ

فيحل بالأعداء ما تلقَّاهُ من ... كيدٍ يكونُ لحقِّها تعطيلاَ

واضرب لهم مثلاً بُعميانٍ خَلَوْا ... في ظلمةٍ لا يهتدُونَ سبيلاَ

فتصادموا بأكُفِّهِم وعِصِيِّهِمْ ... ضربًا يُديرُ رَحَى القتالِ طويلاَ

حتى إذا مَلُّوا القتالَ رأيتَهم ... مشجوجًا أو مفجوجًا أو مقتولاَ

وتسامَعَ العميانُ حتى أقبلوا ... للصُّلح فازدادَ الصياحُ عويلاَ

° ومِن رحمةِ الله تعالى أنه لم يتَركْ عبادةً للعقل فقط، "فالمعقولاتُ ليس لها ضابطٌ، ولا هي محصورةٌ في نوع معيَّن، فإنه ما مِن أُمةٍ من الأمم إلاَّ ولهم عَقليَّاتٌ يختصمون إليها ويختصُّون بها، فللفُرسِ عقليَّات، وللهند عقليَّات، وللمجوس عقليَّات، وللصابئةِ عقليَّات .. وكلُّ طائفةٍ من هذه الطوائفِ ليسوا متَّفِقِين على العقليات، بل بينهم فيها من الاختلافِ ما هو معروف عند المُعْتنينَ به، ونحن نُعفيكم من هذه المعقولات واضطرابها، ونحاكمُكم إلى المعقولات التي في هذه الأمة، فإنه ما من مدَّةٍ من المُدَد إلاَّ وقد ابتُدعت فيها بِدَعٌ يزعُم أربابُها أن العقلَ دَلَّ عليها" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015