انتَخبت من بقاياهم أربعةَ آلافٍ، وأرجعتهم إلى الجبلِ الأخضرِ يَحرُثون ويزرعون -كعامِلين وليسوا مالكين- عند المستعمِرِين الإيطاليين.
لقد قام الإيطاليون الصليبيون في سنة 1931م باحتلالِ واحةِ "الكَفْرة"، فاستباحوا قُراها ثلاثةَ أيام، فقتلوا مَن صادفوه من الأهالي، ثم انتشروا في القُرى والبساتين، ونَهبوا كلَّ ما وَقع تحت أيديهم، ولم يَرحموا الشيوخَ ولا الأطفالَ ولا النساء، وصادفوا الشيخَ "مختار الفذامسي" -وهو شيخٌ فانٍ بالغٌ ثلاثًا وتسعين سنةً، ومن جِلَّة علماءِ السنوسية-، فحمَلوه مُقيَّدًا بالحِبال على جملٍ، ونَفَوه من "الكَفْرة"؛ فمات في الطريق، ثم اغتصبوا النساءَ في أعراضِهن، وقتلوا منهن كثيرًا ممن دافَعن عن أعراضِهِنَّ، وكان نحوٌ من (200) مئتي امرأةٍ من نساء الأشراف قد فَرَرْنَ إلى الصحراء قبل وصولِ الجيش الإيطالي، فأرسلوا قوةً في إثرِهِنَّ حتى قَبَضوا عليهن، وسحَبوهن إلى "الكَفْرة" حيث خلا بهن ضباطُ جيش الطليان واغتَصبوهن، ولما احتَجَّ بعضُ الشيوخِ على هَتكِ أعراضِ السيدات، أَمَر القائدُ الصليبيُّ بقتلهم.
لقد استباح الإيطاليون الصليبيون الزاويةَ السنوسيةَ المسماة بـ "التاج"، وأراقوا فيها الخُمور، وداسُوا المصاحفَ الشريفةَ بأقدامهم، ولقد أَجْلَوْا