أو من جانبِ النظرةِ النقديةِ أيضًا.
فإذا أراد المرءُ أن يَعتبرَ محمدًا إنسانًا قد أوحي إليه حقًّا من عند الله، أو إذا أراد المرء أن يَعتبرَ أنه قد أُعطي له حدٌّ أدنى فقط من الرُّوح النبويِّ، أو إذا أراد أن يَعتبرَ أن الشيطانَ قد تَلبَّسه، أو أنه إنسان هِستيريٌّ، أو مصابٌ بالصرع، فإن الأمرَ الذي لا جِدالَ فيه أنه كان لديه المِزَاجُ العقليُّ الخاصُّ الذي يَدفع أُناسًا معيَّنين إلى إنعام الفِكرِ وتعذيبِ أنفسِهم بمسائلَ دينيةٍ إلى أن يَجِدوا حَلاًّ لها , ولم يكن هناك في الماضي "بالنسبة لمحمد" أحدٌ من رجالِ الله استطاع أن يُجيبَ عن الشدَّةِ والمعاناةِ التي أقَضت مَضْجَعَ محمدٍ بوَحيٍ يَشتملُ على الحقيقةِ الواضحة عن البَعث ويوم الحساب، والأمرُ الأقل مِن ذلك بكثير أنه لم يكن هناك أحدٌ مِن أمثالِ هؤلاءِ بين معاصِرِيه وقد أتى إليه الخلاص من أعلي! وقد كان هو نفسه مُعيَّنًا مِن قِبَل اللهِ لإخراج قومِه من الظلماتِ إلى النور! (?).
" د. س. مرجليوث" (1858 - 1940) مستشرقٌ إنجليزي معروف، كان أستاذًا للعربية في جامعة "أكسفورد" منذ عام 1889، ومن مؤلَّفاته "محمد ونهضة الإسلام" (1905 م)، و"أصول الشعر العربي" (1925) وهذا البحث الأخيرُ هو الذي اعتَمد عليه الدكتور "طه حسين" في كتابه عن "الشعر الجاهلي" عام 1926 م.