وبعد أنْ وَصَف "سنوك هورجرونيه" صِلاتِ محمدٍ باليهودية والمسيحية يَطرحُ السؤالَ عن الدافع المحدَّدِ لبَعثتِه النبوية.

لقد كان المرء في السابق يَرى بطريقةٍ عامةٍ أن مِحورَ دعوةِ محمدٍ يتمثَّلُ في كِفاحِه ضدَّ الوثنيةِ لصالح "عقيدةِ" التوحيدِ الصارم، ومن المؤكَّد -كما يرى "سنوك هورجرونيه"- أن وِحدةَ الله كانت تُمثِّلُ أحدَ الأعمدةِ الرئيسيةِ للإسلامِ، وقد نالت هذه العقيدةُ -فيما بعدُ- أهميةً متنامِيةً باستمرار، ولكن الحماس للدفاع عن الوحدةِ الالهيةِ ضذَ الوثنيةِ وضدَّ التثليث .. إلخ لم يكن بالنسبةِ لمحمدٍ هو الدافعَ المحدَّدَ لبعثتِه النبوية، فقد كانت هناك بالأحرى منذُ البدايةِ فكرةٌ احتَلَّت مكانَ الصدارة من تفكيره وسلوكِه، وهي فكرةُ "يوم الحساب"، فالأمرُ الذي كان يُقلِقُه هو الاقتناعُ بأن الناسَ جميعًا سوف يُضطرُّون في يومٍ من الأيام للمُثول أمامَ الله للحساب، وأنه لن يكونَ أمامَهم مَخرجٌ آخَرُ غيرُ بابِ النارِ أو بابِ الجنة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015