الأقدم لبلادِ العرب، وهنا نتعرَّف على التاريخ السياسيِّ والحضاريِّ لبلادِ العربِ القديمةِ الشماليةِ والجنوبية.

والآنَ، فإن الاقتباسَ من جنوبِ العرب لا يُعدُّ فقط أمرًا محتمَلاً، بل هو أمر راجح إلى أقصي حدٍّ .. أجل، فهناك في عبادةِ الإسلام، على كلِّ حالٍ أمورٌ كثيرةٌ مما كان في بلادِ العربِ القديمةِ بقَدْرٍ أكثرَ ممَا كان يفترضُه المرء في العادة.

ولكن الأمرَ الذي يُعدُّ بعيدَ الاحتمال جدًّا هو أن تكونَ التأثيراتُ العربيةُ الجنوبيةُ وحدَها هي كل شيء، فالأحرى أنه لا يَجوزُ التغاضي عن التأثيراتِ اليهوديةِ والمسيحيةِ والفارسية، ويُضافُ إلى ذلك أن مكةَ كانت مَدينةً لها صِبغةٌ عالميةٌ لدرجةٍ كبيرة، ومِن ناحيةٍ أخرى كان ظهورُ محمدٍ أمرًا غيرَ عاديٍّ إلى حدٍّ كبير (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015