يُوجِّهون اهتمامَهم نحو حياةِ محمدٍ، دونَ أي اعتبارٍ للدِّقة، فأطلَقوا العِنانَ لـ "جهل الخيالِ المنتصِر" .. فكان محمد "في عرفهم" ساحرًا، هَدَم الكنيسةَ في إفريقيَّا والشرقِ عن طريقِ السِّحرِ والخديعة، وضَمِنَ نجاحَه بأن أباحَ الاتصالاتِ الجنسيةَ، وكان محمدٌ "في عرف تلك الملاحم" هو صَنَمُهم الرئيسيُّ، وكان مُعظَمُ الشُّعراءِ الجَوَالةِ يَعتبرونه كبيرَ آلهةِ السراسنة "البدو"، وكانت تماثيلُه "حسب أقوالهم" تُصنَعُ من موادَّ غنيةٍ، وذات أحجام هائلة!!.

لقد اعتُبر الإسلامُ في العصورِ الوسطي نوعًا من الانشقاق الديني، أو هَرطقةً ضَمنَ المسيحيةِ، وهكذا رآه "دانتي" (1295 - 1321 م) .. " (?).

تلك هي صورةُ الإسلام ورسولِه في الثقافةِ الشعبية الأوروبية، التي تَبلورت وشاعَت منذ العصور الأوروبية الوسيطة .. قَبلَ العلمانية، وقبل أن يَعرفَ الغربُ شيئًا اسمُه "حرية التعبير"! اهـ (?).

وحاجتُنا ماسَّةٌ إلى دراسةِ كل ما يُكتب عنَّا وعن دينِنا في السابق واللاحق دراسةً عميقةً واعيةً؛ لأنَّ هذه الكتاباتِ تَمَسُّ أقدَسَ ما لدينا، وتَمَسُّنا في أخص خصائصِنا وهو عقيدتُنا التي نعتزُّ بها، وتَمس شَخصَ نبينا الذي جَعَله اللهُ لنا "أسوةً حسنة"، وتَمَسُّ قرآنَنا الذي جَعَله الله {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، وتَمس سُنةَ نبينا التي هي مصدرُنا الثاني للتشريع، وبصفةٍ عامةٍ تَمسُّ تاريخَنا كله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015