عَرَض له ذلك، واقتَنَع به هو وصديقُه الطبيب "عبده إبراهيم" -عفا الله عنهما-، جاءاني -كعادتهما-، وعَرَضاه عليَّ .. وإنني كنتُ أعلمُ أنَّ هذا الرأيَ عَرَض لغيرِه من الباحثين المستقلِّين، وأنه رأيٌ منتشرٌ في كثيرٍ من الأمصار التي يَسكُنُها المسلمون، وأعلمُ أيضًا أن كثيرًا من المَباحِثِ الكبيرة التي تختلفُ فيها الأنظار، لا تتمحَّصُ إلَّا بالكتابةِ والمناظرة، ولهذين السببينِ، ولتوفيرِ الوقتِ عليَّ في تمحيصِ المسألةِ لصاحب الترجمة وصديقِه، اقتَرَحتُ عليه أن يكتبَ رأيَه ليُنشرَ في "المنار" .. " (?).
إذن ما كَتَبه الطبيب "توفيق صدقي" في المقالَين تحت عنوان "الإِسلام هو القرآن وحده"، إنما هو إنتاجُ طبيبَينِ -أحدُهما مسلمٌ ولِدَ من أَبَوَينِ مُسلِمَين، والآخرُ قِبطيٌّ أسلَمَ على يدِ السيد "رشيد" خُفيةً، ولم يُعلِنْ إسلامَه إلَّا بعدَ سنتَينِ (?) -، وبإيماءِ السيد "رشيد رضا" رَغْمَ تذييلِ المقالَينِ بإمضاء "توفيق" وحده، واستَغرقتِ المناقشةُ أربعةَ أعوامٍ في بِضعةَ عَشَرَ عددًا من "المنار"، وتصدَّى للردِّ على الطبيبين "أحمد منصور الباز" (?)، والشيخ "طه البشري" نَجْلُ الشيخ "سليم البشري" شيخ الجامع الأزهر .. فكتب تحت عناوينَ متعددةٍ -منها: "الدينُ كلُّ ما جاء به الرسول" (?) - و"أصولُ الإِسلام: الكتابُ، السُّنَّةُ، الإِجماعُ، القياسُ" (?) على الترتيب-،