ندخلَ النارَ إلَّا أيامًا معدودة، وستَخرجُ منها"، فعامَّةُ الناسِ كالأنعام لا تَعِي ما تقول، بل المعتَقَدُ بِرُمَّتِه وَرَد من أهلِ الحديث، وهو افتراءٌ منهم على هذه الشخصِيَّاتِ المباركة.
ويُقال: الشفاعةُ نوعان: صُغرى وكُبرى، والأخيرةُ هي ما تكونُ للخَلاص من مَيدان الحَشْر، وإنَّا نُنكِرُ هذه الشفاعة، وإنَّا لها خُصُوم؛ لأنها افتراء وبُهتانٌ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو بَريءٌ من مِثل هذه المُنكراتِ الشَّنعاء".
والأولى نوعان:
أ- نجاةُ بعض المؤمنين مِن دخولِ جَهنَّمَ ممَّن يَستحقُّها.
ب - أو تخفيفُ العذابِ عنهم، وهذه التُّهمةُ أيضًا تبرَّأَ القرآنُ منها؛ لأنَّ الاستشفاعَ عَمَلٌ مخالِفٌ للعقلِ والنقل، بل هو ظُلمٌ في حدِّ ذاتِه، إذ لا يُتصَوَّرُ وقوعُ مِثلِه في محاكم الدنيا العادلة، فما بالُك في الآخِرة؟!، فلو شَفَع عاقلٌ لمجرمٍ وأُفرج عنه، لَمَا حُمدَت عقباه" (?).
القرآنيُّون بإزائهما فِرقٌ ثلاث:
أ- ذهب "عبد الله" ومَن نحا نحوه - إلى "أنَّ الجنَّةَ والنارَ أمكِنةٌ حقيقيةٌ ستُخلَقُ يومَ القيامة، وأنه لا وجودَ لهما في الآونةِ المعاصرة؛ لأنَّ وجودَهما الآنَ يخلو عن الحِكمةِ والمصلحةِ، وأفعالُ الله لا تَعْرَى عنهما ألبتَّة" (?).