قَضَوْا حِقبةً في بلاد الإِنجليز-، قال في مقالٍ له نُشر في مجلة "عليكرة" في 19 فبراير 1898 م: "إنَّ الهند -نظرًا إلى حالتها الراهنة- ليست في حاجةٍ إلى تعليم الصنائع، إنَّ الأهمَّ المقدَّمَ هو الثقافةُ الفكريةُ من المستوى الأعلى" (?).
هذا رَغْمَ حاجةِ البلادِ إلى العلوم التطبيقية.!!.
ومن المعلوم أنَّ حركة "أحمد خان" في الهند كانت مُعاصرةً للمدرسة الإصلاحية وشيخها "محمد عبده"، وسوف نلاحظُ أنَّ المنطلقاتِ متشابهةٌ، والانحرافاتِ واحدةٌ، والإعجابَ بالغربيين واحد.
نشأ "أحمد خان" في أُسرةٍ فقيرة، وفي جوٍّ مُشْبَعٍ بالتصوُّف، وعاش في شبابه حياةَ مَرَحٍ، فحَضَر حَفَلاتِ الرقصِ والغناء، ثم التَحَق بخِدمةِ الحكومةِ الإنجليزية في سِلْكِ القضاء، وبعد فترةٍ ثاب إلى رُشدِه، أقبل على إصلاحِ نفسه وتعليمها.
وكان لإخفاق "الثورة الهندية" أَثَرٌ في حياته، وكان يُدرِكُ أنَّ مآلَ الثورةِ الفشلُ، ولذلك كان يُناصِرُ الإنجليز، ويُساعِدُ في حمايتِهم ونجاةِ بعضِ عائلاتهم من القتل.
وأَيقَنَ بعدها أنَّ ولاءَ المسلمين للحُكم الإنجليزيِّ هو السبيلُ الوحيدُ لإنقاذهم، وكان ذلك نابعًا من إعجابِه المُفرِطِ بالإنجليز وحضارتهم، ولذلك