فلقد عِشتَ مُنكِرًا كلَّ حقٍّ ... وجهولاً مُتَوَّجًا بالغرورِ

غيرَ أني أَقولُ قَولةَ صِدقٍ ... لا تُبالي بسُلطة أو أميرِ

تَعِسَتْ أمةٌ تراختْ فصارت ... مَرْكبًا هيِّنا لغِرٍّ (?) ضريرِ

يَدَّعي أنه البشيرُ بطبٍّ ... قادرٍ ناجعٍ جديدٍ مثيرِ

فإذا طِبُّهُ خداعٌ وزورٌ ... يَجعلُ السَّهْل ألفَ ألفِ عسيرِ

يُنكرُ الأصلَ والجُذورَ ويُبقِي ... في حِماهُ الملعونِ كلَّ عَقورِ

وإذا أنكر الجذورَ نباتٌ ... ماتَ في لَفحةِ اللَّظى والهجيرِ

* * *

وأُراني أقول: مهلاً أفيقي ... يا خفافيشُ للنذيرِ الأخيرِ

إنَّ تحتَ الرَّمادِ نارًا توارتْ ... سوفَ ترمي بجمرِها المستطيرِ

يا خفافيشُ قد ملِلنا فخلِّي ... ما تبقَّى من عُمرِنا المقهورِ

يا خفافيشُ للخرائب عُودِي ... ها هو الفجرُ قادمٌ بالبشيرِ

ارجعي -لا سَلِمْتِ- للقاع حَسْرَى ... رجعةَ الخاسرِ الذليلِ الحقيرِ

فالنسورُ التي طواها غيابٌ ... عائداتٌ لوكرِها المهجورِ

والظلامُ الذي علا كلَّ أُفْقٍ ... سوفَ يُمحَى أمامَ سيلِ النورِ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015