عن الزهري، عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطّلب، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: لمّا توجَّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يريد مكة في العام الذي رَدَّته قريش عن البيت، وهو عام الحديْبِيَة، فلما سار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرحلتين أو ثلاثاً، قدم عليه بشر بن سفيان العتكي، فسلّم عليه. فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم: يا بشر هل عندك علمٌ أنّ أهل مكة علموا بمسيري إليهم؟ فقال بشر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله؛ أخبرك أني كنت أطوف بالبيت في ليلة كذا وكذا "وسمَّى الليلة التي أمر بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أصحابه بالسَّير فيها إلى مكة" وقريش في أنديتها حول البيت، إذا صرخ صارخٌ من أعلى جبل أبي قُبيس، بصوت أسمع أهل مكة بعيدهم وداينهم، وهو يقول "من البسيط":
هبُّوا فساحركم منّا صحابتُه ... سيروا إليه وكونوا معشراً كُرُما