ورد بِأَنَّهُ من بَاب التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير وَتَقْدِيره فِي شفتيها حوة وَفِي اللثاث لعس وَفِي أنيابها شنب وَجوز بعض القدماء وُقُوع الْغَلَط فِي غير الشّعْر وَمنعه فِي الشّعْر لوُقُوعه غَالِبا عَن ترو فَلَا يقدر فِيهِ الْغَلَط وَهَذَا نقيض الْقَاعِدَة الْمَشْهُورَة أَنه يغْتَفر فِي الشّعْر مَا لَا يغْتَفر فِي غَيره وَالْمُخْتَار خلافًا لِلْجُمْهُورِ إِثْبَات بدل الْكل من الْبَعْض لوروده فِي الفصيح نَحْو قَوْله تَعَالَى {يدْخلُونَ الْجنَّة وَلَا يظْلمُونَ شَيْئا جنَّات عدن} [مَرْيَم: 60، 61] فجنات أعربت بَدَلا من الْجنَّة وَهُوَ بدل كل من بعض وَفَائِدَته تَقْرِير أَنَّهَا جنَّات كَثِيرَة لَا جنَّة وَاحِدَة وَقَول الشَّاعِر 1578 -

(رحمَ الله أعْظُماً دَفَنُوها ... بسِجستَان طَلْحَةَ الطّلَحاتِ)

ف (طَلْحَة) بدل من (أعظم) وَهِي بعضه وَقَوله 1579 -

(كَأَنِّي غَدَاة البَيْن يَوْم ترحّلوا ... )

ف يَوْم بدل من غَدَاة وَهِي بعضه وَالْجُمْهُور لَا تجب مُوَافقَة الْبَدَل لمتبوعه فِي التَّعْرِيف والإظهار وضدهما فتبدل النكرَة من الْمعرفَة والمضمر من الْمظهر والمفرد من غَيره وبالعكوس كَقَوْلِه تَعَالَى {إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم صِرَاط الله} [الشورة: 52، 53] {لَتَسفَعَا بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيةٍ} [العلق: 15، 16] وَقَول الشَّاعِر 1580 -

(وَلَا تلمْه أَن ينامَ البَائِسَا ... )

وقولك رَأَيْت زيدا أَبَاهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015