أَو قطعت عَن الْإِضَافَة لفظا فجوزهما أَي مُرَاعَاة اللَّفْظ وَالْمعْنَى أَبُو حَيَّان مِثَال اللَّفْظ {قل كل يعْمل على شاكلته} [الْإِسْرَاء: 84] {فكلا أَخذنَا بِذَنبِهِ} [العنكبوت: 40] وَمِثَال الْمَعْنى: {وكل كَانُوا ظالمين} [الْأَنْفَال: 54] وَقَالَ ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي الصَّوَاب أَنه (إِن قدر) الْمَنوِي مُفردا نكرَة وَجب الْإِفْرَاد كَمَا لَو صرح بالمفرد (أَو) قدر جمعا مُعَرفا فالجمع وَاجِب وَإِن كَانَت الْمعرفَة لَو ذكرت لوَجَبَ الْإِفْرَاد وَلَكِن فعل ذَلِك تَنْبِيها على حَال الْمَحْذُوف فيهمَا فَالْأول نَحْو: {قل كل يعْمل على شاكلته} [الْإِسْرَاء: 84] {كل آمن بِاللَّه} [الْبَقَرَة: 285] {كل قد علم صلَاته وتسبيحه} [النُّور: 41] وَالثَّانِي نَحْو: {كل لَهُ قانتون} [الْبَقَرَة: 116] {كل فِي فلك يسبحون} [الْأَنْبِيَاء: 33] {وكل أَتَوْهُ داخرين} [النَّمْل: 87] قَالَ البيانيون إِذا وَقعت كل فِي حيّز النَّفْي توجه النَّفْي إِلَى الشُّمُول خَاصَّة وَأفَاد بمفهومه ثُبُوت الْفِعْل لبَعض الْأَفْرَاد كَقَوْلِك مَا جَاءَ كل الْقَوْم وَلم آخذ كل الدَّرَاهِم وكل الدَّرَاهِم آخذ وَقَوله: 1356 -

(مَا كُلُّ رَأْي الفتي يَدْعو إِلَى رشد ... )

أَو وَقع النَّفْي فِي حيزها توجه إِلَى كل فَرد نَحْو قَوْله

لما قَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ أنسيت أم قصرت الصَّلَاة

(كل ذَلِك لم يكن)

كلما

كلما ظرف يَقْتَضِي التّكْرَار مركب من (كل) و (مَا) المصدرية أَو النكرَة الَّتِي بِمَعْنى وَقت وَمن هُنَا جاءتها الظَّرْفِيَّة كَقَوْلِه تَعَالَى: {كلما رزقوا مِنْهَا من ثَمَرَة رزقا قَالُوا هَذَا الَّذِي رزقنا من قبل} [الْبَقَرَة: 25] فإمَّا أَن يكون الأَصْل كل رزق ثمَّ عبر عَن معنى الْمصدر بِمَا وَالْفِعْل ثمَّ أنبأ عَن الزَّمَان أَي كل وَقت رزق كَمَا أنيب عَنهُ الْمصدر الصَّرِيح فِي جئْتُك خفوق النَّجْم أَو يكون التَّقْدِير كل وَقت رزقوا فِيهِ فَحذف الْعَائِد وَلَا يحْتَاج فِي هَذَا إِلَى تَقْدِير وَقت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015