حاشاك يا رب، لا يكون لك هذا".

فواجهه المسيح بصرامة تناسب أهمية الموضوع الذي يحتج عليه "فالتفت وقال لبطرس: اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي، لأنك لا تهتم بما لله، لكن بما للناس" (متى 16/ 21 - 23).

هذا الذهول الذي وقع لبطرس أصاب سائر التلاميذ، فقد سمعوه يقول: " وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع، قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت" فاندفعوا يعبرون عن استنكارهم لفكرة المسيح المتألم المقتول، وتساءلوا مستنكرين: هل كان المسيح يتحدث عن نفسه، "أجابه الجمع: نحن سمعنا من الناموس أن المسيح يبقى إلى الأبد، فكيف تقول أنت: إنه ينبغي أن يرتفع ابن الإنسان، من هو هذا ابن الإنسان؟! " (يوحنا 12/ 34)، لقد صدمتهم الحقيقة التي يصرح لهم بها المسيح، إنها تهدم كل أوهامهم عنه في أنه المسيا العظيم الظافر الذي طال انتظار اليهود إليه.

ويوافقنا القس الخضري في أن المسيح عليه السلام ليس المسيّا الظافر الذي ينتظره اليهود، لكنه المسيا الروحي، ثم يلفت أنظارنا "إلى حقيقة في غاية الأهمية، وهي أن يسوع كان يحاول جاهداً أن يخفي نفسه كمسيا عن الجماهير، لذلك عندما كان يلاحظ وجود بعض الثغرات التي من خلالها كان يمكن للجماهير أن تراه كمسيا؛ كان يسرع لإغلاقها". (?)

يقول الأب متى المسكين: "التلاميذ جمعوا من الأدلة في حياة المسيح ما يؤكد لهم أنه المسيا، ولكن كل مرة يحاولون أن يثيروا هذا الافتراض يمنعهم المسيح .. فإخفاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015