يتضاعف عددهم في هذا التعداد عشرات المرات.
وهذه المبالغات الكبيرة في أعداد بني إسرائيل يعترف بكذبها محققو نسخة الرهبانية اليسوعية، حيث يقول هؤلاء تعليقاً على الأعداد الخيالية لبني إسرائيل المذكورة في (صموئيل (2) 24/ 9) ما نصه: "من الواضح أن الأرقام مبالغ فيها كما في كثير من الأرقام المماثلة في العهد القديم".
وإذا تساءلنا عن الرقم الحقيقي للخارجين من مصر، فإن دائرة المعارف البريطانية تجزم بأن عددهم لم يتجاوز الخمسة عشر ألفاً. وصدق الله إذ يقول عنهم: {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} (الشعراء: 54).
ولا يفوتنا التنبيه على خطأ توراتي آخر يختص بمدة إقامة بني إسرائيل في مصر، حيث تذكر التوراة أن الله قال لإبراهيم: "اعلم يقيناً أن نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم، ويستعبدون لهم، فيذلونهم أربع مائة سنة" (التكوين 15/ 13)، وهو صريح أن مدة ذلتهم في أرض مصر أربع مائة سنة، وهذا الرقم يؤكده سفر الخروج بقوله: "وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر فكانت أربع مائة وثلاثين سنة" (الخروج 12/ 40).
وهذا الذي ذكرته الأسفار التوراتي خطأ ولاريب، إذ لم يمكثوا في مصر إلا مائتين وخمس عشرة سنة، وقد أقر علماء النصرانية ومحققوها بذلك، واجتهدوا في تصحيح الخطأ، فزعم القس منيس عبد النور والقس منسى يوحنا أن المدة المذكورة في التوراة تبدأ من ابتداء دعوة إبراهيم في العراق، وبمثله قال آدم كلارك في تفسيره، وكذا وافقهما جامعو تفسير هنري واسكات. (?)