فكيف يعمد البشر إلى كتابات بعضهم، فينسبوه إلى الله زوراً وبهتاناً {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} (البقرة: 79).

والآية كما رأينا بيان إلهي واضح يعلن فيه القرآن أن أهل الكتاب من يهود ونصارى قد حرفوا كلمة الله، وأضافوا فيها ما ليس منها، فما بين أيديهم من أسفار العهد القديم والجديد ليس كلمة الله.

ولا يمنع أن تكون بعض فقرات العهد الجديد صادقة، وهي تخبرنا عن بعض سيرة السيد المسيح - عليه السلام - أو تنقل إلينا بعض هديه وقوله وفعله. هذا مجمل اعتقاد المسلمين في هذه المسألة.

أما المسيحية فهي تؤمن أن أسفار العهد الجديد هي كلمة الله التي كتبها رجال الله القديسون بإلهام من الروح القدس.

ويبقى السؤال: هل تؤيد الشواهد العلمية والأدلة التاريخية بل والنصوص الكتابية، ما قاله القرآن عن تحريف هذه الكتب وزور نسبتها إلى الله أم أن العهد الجديد سلم من التحريف والتبديل والعبث البشري كما يؤمن النصارى؟

كنا في حلقتنا الأولى قد أثبتنا أن أسفار العهد القديم ليست كلمة الله.

وفي هذه الرسالة، وهي رسالتنا الثانية من سلسلة الهدى والنور نجيب عن سؤال آخر، وهو: هل العهد الجديد كلمة الله؟

وفي إجابتنا نستنطق ثانية الكتاب المقدس ورجال الكهنوت والمحققين من أهل العلم والتاريخ، نستنطقهم جميعاً، لنجيب عن هذا السؤال بموضوعية ومنهجية علمية رصينة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015