حقًّا فاللوم فيه عليك لا على الناس، فعلام تغضب؟ وما كان باطلاً فإنما هو اختبار لرجولتك، أو تنبيه لك من غفلتك، أو إظهار لما خفي من فضائلك، وكن على ثقة من أن الدر لن يلتبس أمره بالبلور على العارفين، وأن الحق لن يخفى وجهه على رب العالمين.
كم أذلت الشهوة كرامة الرجال، وكم أذل الطمع أعناق الأبطال!
لا تروى شجرة الذل إلا بماء الحرص، ولا تنمو إلا في ظلال الجبن، ولا تورق إلا بالنفاق، ولا تثمر إلا مع الكفر بالله أو نسيان حسابه.
لا تكن كأكثر الناس يفضلون عاجلاً فيه تَلَفُهم، على آجل فيه خلاصهم، ولكن كن كما هو شأن عباد الله الصالحين: يرضون من العاجل بما يوصل إلى الآجل؛ لا بما يقطع عنه.
عز الاستقامة أشرف عز؛ لأنه عز لا ذلَّ بعده، وعز الانحراف أبخس عز؛ لأنه عز لا عز بعده!