لست أُسرُّ لشيء في حاضرنا أكثر من انتشار الوعي في كل شؤون حياتنا.
لست آسى على شيء فقدناه من ماضينا أكثر من مظاهر احترام الدين والحياء في مجتمعنا.
شيئان لا يجتمعان للمرء في ظل حضارة الغرب: رفاهيته المادية وفضائله الخلقية، وشيئان لا يجتمعان للأمة في ظلها أيضاً: تقدمها الحضاري، وتماسكها العائلي.
كان العلماء في عهد طفولتنا يملأون الأندية كثرة، ويملأون الصدور هيبة، ثم كانوا في عهد شبابنا، يملأونها كثرة ولا يملأونها هيبة، أما الآن: فلا وجود للعلماء، ولا هيبة للأدعياء.
ترى! أيأتي على أطفالنا يوم يرون فيه أيامهم التي يحيونها اليوم، أجمل من أيامهم التي يحيونها غداً؟