رواية أخرى: «من البر أن تصلَّ صديق أبيك» (?)، و «مَن أحب أن يصل أباه في قبره، فليَصِلْ إخوان أبيه من بعده» (?)، يقول النووي: (وفي هذا أفضل صلة أصدقاء الأب وإكرامه؛ لكونه بسببه، وتُلحَق به أصدقاء الأم، والأجداد، والمشايخ والزوج والزوجة) (?).

ومن إكرام الأب إكرام العمّ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن عمَّ الرجل صِنْوُ أبيه» (?)، ومن البِر بالأم الإحسان إلى الخالة، فقد ورد أن رجلًا أذنب ذنبًا كبيرًا وتساءل إن كان له توبة؟ فدلَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بابٍ من البر يُكفِّر عنه ما أذنب، فقال له: «ألك ولدان؟» قال: لا، قال: «فلك خالة؟»، قال: نعم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فبِرَّها ... إذًا» (?).

وأثر بر الولد يصل إلى والديه، حتى بعد موتِهما؛ بدعائه لهما، كما في الحديث: «أربعٌ مِن عمل الأحياء تجري للأموات: رجل ترك عقبًا صالحًا يدعو له ينفعه دعاؤهم» (?)، وكم يستبشرُ قلبك حين تعلم أن استغفارك لأبيك المؤمن يرفع درجته في الجنة، ويعجب هو هناك، وفي ذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الرجل لتُرفع درجته في الجنة، فيقول: أنَّى لي هذا؟! فيُقال: باستغفار ولدك لك» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015