وحاول في الفتنة ألا تكون أميرًا فإن أسامة - رضي الله عنه - كان يقول: (ما أنا بالذي أقول لرجل - بعد أن يكون أميرًا على رجلين -: أنت خير) (?)، يقول ابن حجر: (فكان أسامة يرى أنه لا يتأمر على أحد، وإلى ذلك أشار بقوله: لا أقول للأمير: إنه خير الناس) (?).
والدعاء بالحماية من شرور الفتن سبب من أسباب النجاة ففي مسند أحمد: «وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبضني إليك غير مفتون» (?)، وفي دعاء عمر - رضي الله عنه -: (نعوذ بالله من شر الفتن)، وقال أنس - رضي الله عنه -: (عائذاً بالله من شر الفتن) (?).
وينجيك عند الله أن تنكر الفتنة، ولا ترضى بها، ولا تعين عليه، قال - صلى الله عليه وسلم -: «.. وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامتِ السماوات والأرض» (?).
وأهم المنجيات أن يفقه المرء دينه، وأن يميز حدود الشرع - دون التباس - فقد نقل ابن حجر عن ابن أبي شيبة حديثاً عن حذيفة يقول فيه: (لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك، إنما الفتنة إذا اشتبه عليك الحق والباطل) (?).
ورغم كل هذه الأسباب المنجية وغيرها، لا بدَّ للقلب من أن يبقى