فقد جمعتُ قريبًا من ألف نص شرعي حول بضع وخمسين خلقًا، وقد كان التركيز على السنة أكثر؛ لأن فيها مادة ثرية تحتاج إلى تنقيب وإبراز، ولو أن القارئ اقتصر على مجرد قراءة النصوص، لكان بين يديه كتاب حديث في الأخلاق.
وقد تم ذلك ضمن القدرات المتاحة والمراجع المتيسرة، ولئن كتب الله عز وجل في العمر بقية يتم التدقيق والتحقيق والتحبير.
فإن تعبير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبلغ وأفصح، فنقدم بيانه على بياننا، وبعض القصص يطول عرضها، وموضع الشاهد فيها بضع كلمات، فيتم الاقتصار على ما يؤدي الغرض، ولذلك لم نسترسل في خواطرنا حول كل نص، وإلا لطال الأمر واتسع، ولكان مدعاة لملل القارئ.
وهذا الذي أخذ الجهد الكبير لعزو النصوص إلى مواضعها في الطبعات المتوفِّرة، وبتفصيل يتيح للباحث العودة إلى مواضع النصوص المقتبسة، والتحقق منها، أو التوسع فيها.
وهذا قد يعطي الطرح نوعًا من الواقعية، وقربًا من حقيقة حاجاتنا التربوية، من خلال حركتنا بهذا الدين وظهور جوانب ضعفِنا البشري عند التطبيق.