فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ. وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» .. وبهذه المواجهة الحاسمة، لا تعود لأهل الكتاب جميعا حجة من الحجج .. لا تعود لهم حجة في أن هذا الرسول الأمي لم يرسل إليهم. فاللّه - سبحانه - يقول: «يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا» .. ولا تعود لهم حجة في أنهم لم ينبهوا ولم يبشروا ولم ينذروا في مدى طويل يقع فيه النسيان ويقع فيه الانحراف .. فقد جاءهم - الآن - بشير ونذير ..
ثم يذكرهم أن اللّه لا يعجزه شيء .. لا يعجزه أن يرسل رسولا من الأميين. ولا يعجزه كذلك أن يأخذ أهل الكتاب بما يكسبون: «وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ..
وتنتهي هذه الجولة مع أهل الكتاب فتكشف انحرافاتهم عن دين اللّه الصحيح الذي جاءتهم به رسلهم من قبل. وتقرر حقيقة الاعتقاد الذي يرضاه اللّه من المؤمنين. وتبطل حجتهم في موقفهم من النبي الأمي وتأخذ عليهم الطريق في الاعتذار يوم الدين ..
وبهذا كله تدعوهم إلى الهدى من ناحية وتضعف تأثير كيدهم في الصف المسلم من ناحية أخرى. وتنير الطريق للجماعة المسلمة ولطلاب الهدى جميعا .. إلى الصراط المستقيم ..
وفي نهاية الدرس يصل السياق إلى الموقف الأخير لبني إسرائيل مع رسولهم ومنقذهم - موسى عليه السلام - على أبواب الأرض المقدسة التي وعدهم اللّه وموقفهم كذلك من ميثاق ربهم معهم وكيف نقضوه وكيف كان جزاؤهم على نقض الميثاق الوثيق.! (?)