نَبِيٍّ غَيْرِهِ، فَإِنَّهُ حَازَ مِنَ الْبَحْرِ الرُّومِيِّ إِلَى الْبَحْرِ الْفَارِسِيِّ، وَمِنْ لَدُنِ الْأَنْهَارِ سَيَحْوُنَ وَجَيْحُونَ وَالْفُرَاتِ وَنِيلِ مِصْرَ إِلَى مُنْقَطَعِ الْأَرْضِ بِالْغَرْبِ، وَهَذَا مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: زُوِيَتْ لِيَ الْأَرْضُ فَأُرِيتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَسَيَبْلُغُ مُلْكُ أُمَّتِي مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا.

وَهُوَ الَّذِي يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُبَارَكُ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَفِي كُلِّ صَلَاةٍ مِنَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَغَيْرِهَا، وَهُوَ الَّذِي خَرَّتْ أَهْلُ الْجَزَائِرِ بَيْنَ يَدَيْهِ، أَهْلُ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَهْلُ الْجَزِيرَةِ الَّتِي بَيْنَ الْفُرَاتِ وَدِجْلَةَ، وَأَهْلُ جَزِيرَةَ الْأَنْدَلُسِ، وَأَهْلُ جَزِيرَةِ قُبْرُصَ، وَخَضَعَتْ لَهُ مُلُوكُ الْفُرْسِ، وَلَمْ يَبْقَ فِيهِمْ إِلَّا مَنْ أَسْلَمَ أَوْ أَدَّى الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ، بِخِلَافِ مُلُوكِ الرُّومِ فَإِنَّ فِيهِمْ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ، وَلَمْ يُؤَدِّ الْجِزْيَةَ، فَلِهَذَا ذَكَرَ فِي الْبِشَارَةِ مُلُوكَ الْفُرْسِ خَاصَّةً، وَدَانَتْ لَهُ الْأُمَمُ الَّتِي سَمِعَتْ بِهِ وَبِأُمَّتِهِ، وَأَنْقَذَ الضُّعَفَاءَ مِنَ الْجَبَّارِينَ، وَهَذَا بِخِلَافِ الْمَسِيحِ فَإِنَّهُ لَمْ يَتَمَكَّنْ هَذَا التَّمْكِينَ فِي حَيَاتِهِ، وَلَا مَنِ اتَّبَعَهُ بَعْدَ رَفْعِهِ إِلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015