وكان ملكا جليلا، شجاعا، مهابا، جوادا / 385 / سمحا، محبّا في العلم والعلماء، واتّسعت مملكته، وكان الأمن فاشيا ببلاده، والعدل ظاهرا، يورّث ذوي الأرحام، ومن مات لا عن وارث لا يتعرّض لما له، بل يجعله تحت يد القاضي وديعة حتى ينقطع منه الإياس، فيتصرّف القاضي كيف شاء.
وفي ذي حجّة ثار المماليك السلطانية وأغلقوا باب القصر على من به من الأمراء لأجل تأخّر نفقاتهم، ووصل بالسالمي حتى تكمل النفقات، ونزل الأمراء من باب السرّ وهم في غاية التخوّف (?).
* * *
ولم يحجّ في هذه السنة أحد أيضا من الشام ولا العراق ولا اليمن (?).
[1088]- وفيه، أعني بعده، قام على أحمد (بن أويس) (?) صاحب بغداد ولده (?) طاهر فسار (?) به وحاربه، وملك منه بغداد، ففرّ أحمد إلى الحلّة لمال له هناك فأخذه، واستنجد بقرا يوسف، فقبل وصوله إليه هجم طاهر وأخذ المال منه، ففرّ وعاد ومعه قرا يوسف، فتحارب مع طاهر، ففرّ واقتحم بفرسه دجلة، فمات بها غريقا.
[1089]- وفيها كائنة قتل ابن سعد الدين (?) صاحب الحبشة شهيدا، وهو محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن ولجون بن منصور بن (?) عمري.
(وأجمع الخبر) (?)، في ملك المسلمين من الحبشة الحرب في حرب بينه وبين