وكان عفيفا، حسن السيرة، من أهل العلم والفضل.
وفيه كانت كائنة أيتمش، وكان العسكر قد افترق على فرقتين إحداهما الترك والروم، وبهم بعض جراكسة مع أيتمش، والثانية: الجراكسة، وهم مع يشبك الخازندار، فركبوا في هذا اليوم يريدون القتال، ووقعت حرب يطول الشرح في ذكرها آلت إلى هزيمة أيتمش ومن معه، فمرّوا على وجوههم إلى جهة الشام، ونهبت دور كثيرة بالقاهرة، ونهبت المدرسة الأيتمشية والوكالة وربع أيتمش وألقي فيه النار، وكسرت الزعر السجون وأخرجوا من كان بها، ودام النهب بالقاهرة حتى قطّعت أيدي جماعة من أهل الجرائم وضربوا بالمقارع وشهّروا لردع الناس حتى سكن الحال شيئا.
وكان تغري بردي اليشبغاوي مع أيتمش وعدّة وافرة من أعيان الأمراء، ووصلوا غزّة فوجدوها قد ملكها نائب الشام أقبغا اللكاش. وكان تجهّز نائب الشام منها للحضور بمصر، فلما بلغه ما وقع لأيتمش عاد وقدم على أيتمش بذلك فأكرمه وبذل له الطاعة، فامتنع وقال له: «نحن كلّنا تحت طاعتك» (?).
/ 358 / وفيه بعد هرب أيتمش قبض السلطان على جميع من نسب إلى هواه وسجنوا (?).
وفيه أحضر نوروز من دمياط هو وآخرين (?) من الأمراء.
وفيه اتفق رأي الأمراء الذين بمصر على الخروج بالسلطان لغزو الشام، وقرّر بيبرس