ويظهر واضحا ما في الأبيات من ركاكة، ومن أغلاط نحوية، فالصواب أن يقول: «بل حق أن كلاّ بنفس يجود»، وأن يقال: «وحقّ للأجبال خرّا». وقد نقلها «ابن إياس» كما هي بأغلاطها.
وقد نقل «ابن طولون الدمشقي» هذا الرثاء في «مفاكهة الخلاّن» (?)، وعنه نقله «نجم الدين الغزّي» في الكواكب السائرة»، وقال: «ولم أقف إلاّ على هذه القصيدة في تاريخ ابن طولون، ذكر أنه استملاها من بعض من قدم عليهم دمشق من القادمين، فكتبها هنا من خطّه لئلاّ تخلو الترجمة من مرثيّة ما» (?).
وللدلالة على أنّ «ابن إياس» كان ينقل عن المؤلّف كلّ ما كتبه، بأخطائه، ما جاء في «نيل الأمل» في حوادث سنة 877 هـ. من أنّ ركب الحجّاج العراقيّين دخلوا المدينة المنوّرة وضيّقوا على قضاتها، وأرادوا التوجّه إلى مكة المكرّمة، فخرج إليهم أميرها الشريف محمد بن بركات فلاقاهم من بطن مرّ، فكتبها المؤلّف - أو ناسخ كتابه - في نيل الأمل: «بطن مرو» (?) بإضافة واو في مرّ، فنقل «ابن إياس» هذه الصيغة كما رسمت - غلطا - دون تمحيص وأثبتها في كتابه (?). والصواب: «بطن مرّ»، بفتح الميم وتشديد الراء، وبين مرّ وبين مكة خمسة أميال (?).
وفي شهر رمضان من سنة 876 هـ. ذكر المؤلّف ترجمة «يحيى بن يشبك الفقيه الجركسي» وكتب: «مولده سنة 8»، فكتبها «ابن إياس» مثله. مع أن مولده سنة 842 هـ.
وكذلك تابع المؤلّف أو الناسخ للكتاب عند ذكر الفتن في بلاد فاس بالمغرب، ووردت خطأ «فارس»، فنقل «ابن إياس» الخطأ دون تمحيص. (انظر 237 ب). وتابعه بالغلط النحوي حين كتب: «بزيادة اثنا» (247 أ) وغيره.
وكان كتاب «نيل الأمل» أيضا، مصدرا من مصادر «السخاوي» في موسوعة «الضوء اللامع»، ففي ترجمته لأحمد بن أبي حمو موسى بن عبد الواحد التلمساني سلطان المغرب، المتوفى سنة 865 هـ. قال: «وترجمه الزين عبد الباسط مطوّلا» (?).
وهناك الكثير من تراجم الوفيات التي ذكرها «السخاوي» في «الضوء» دون أن يذكر تاريخ وفاتهم، وأحيانا يترك مكان تاريخ وفاته بياضا، ويمكن أن يستدرك عليه من كتابنا