العلاّمة أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود بن أحمد الروميّ، البابرتيّ (?)، الحنفيّ، شيخ الشيوخ بالخانقاه الشيخونية بعد أن انتهت إليه رياسة الفقهاء بمصر على الإطلاق.
وكان إماما عالما، بارعا، ورعا، صالحا، خيّرا، ديّنا، حسن السّمت والملتقى، متنزّها عن الدخول في المناصب الكبار مع خطبته لها، وكان أربابها على بابه قائمين، ولأوامره مسترعيين (?)، وإلى قضاء مآربه مجدّيين (?). معظّما عند أرباب الدول، لا تردّ رسالته، مع حسن بشر وقيام مع من يقصده، وإنصاف وتواضع ولطف عشرة.
مولده سنة تسع عشرة.
واشتغل قديما، ودخل حلب ثم مصر، وأخذ عن الشمس الأصبهانيّ، وأبي حيّان، وغيرهما من الأعيان. وسمع من ابن عبد الهادي، والدلاصيّ، وآخرين، واختصّ بشيخو، ولأجله أنشأ الخانقاه الشيخونية ورتّبها على وفق ما أراد واقترح، وجعل إليه نظرها العام فباشرها أحسن مباشرة، وأعمر أوقافها، وأضاف إلى ذلك أوقافا أخر، ووقف رزقه عليها. وكان شهما، قويّ النفس، عالي الهمّة، كثير الهيبة، / 274 / ماهرا في الفقه، والعربية، والأصول، مشاركا في كل الفنون، حسن المعرفة والنظر، صوفيّ المشرب.
وله عدّة تصانيف مشهورة، منها: «شرح الهداية»، و «شرح المختصر من»، و «شرح التلخيص»، و «شرح البرماوي»، و «المنار»، و «شرح المشارق» جيّد جدّا، و «شرح ألفيّة ابن (?) معطي»، وغير ذلك من التصانيف.
وكان برقوق يعظّمه جدّا حتى في أيام سلطنته فإنه كان يركب من قلعته وينزل فيقف