وفي تاسع عشرينه خرج أينبك بالأطلاب ومعه السلطان وبقيّة الأمراء قاصدين الشام (?).
واتفق وفاء النيل في آخر هذا اليوم وكسر من غده في مستهلّ ربيع الآخر، فتفاءل الناس بكسر أينبك، وكان قد نزل عليهم (?).
ولما كان بعد عصر هذا اليوم لم يشعر الناس إلاّ وأينبك رجع بالسلطان إلى القلعة، فاضطربت القاهرة، ثم انجلا (?) الأمر أنّ الأمراء الذين خرجوا مع أينبك وردت عليهم المكاتبات من النواب بالبلاد الشامية ومن طشتمر بتوبيخهم في تقديم أينبك عليهم وأنهم عملوا الحيلة عليه حتى خرج ليكون ذلك سببا لأخذه، وأنه بلغه ذلك فعاد خائفا بعد أن كسر أخوه قطلوخجا من مقدّمة العسكر الذين خرجوا قبل أينبك. وكان ذلك بتدبير برقوق العثماني، واشتهر من حينئذ حتى وصل إلى ما ستعرفه (?).
وفي ثالثه كانت وقعة أينبك مع العسكر بعد أن أنزل السلطان معه إلى الإصطبل، وصعد في قتال المماليك وما ثبت وفرّ هاربا، وصار المتحدّث في المملكة يلبغا الناصري، وبعث من يومه البريد إلى الشام لإعلام طشتمر نائب الشام بما جرى، وأن يحضر إليهم (?).
وفيه صيّر برقوق من مقدّمي الألوف بمصر، وكذلك رفيقه وصديقه بركة.
واستقرّ يلبغا الناصريّ أمير أخور بعد أن قبض على قطلقتمر الطويل، / 229 / وكان قد تكلّم في المملكة يوما واحدا خاصة (?).