وكان من مشاهير الطواشية، وبيده إمرة طبلخاناه. وكان محبّا في أهل العلم والجند. وهو صاحب المدرسة السابقية بين القصرين.

[فتح سيس]

وفي تاسع عشره وقعت البطاقة على جناح الطير بالبشارة بفتح سيس بعث بها الأمير بيدمر نائب الشام، ثم من غيره قدم البريد من النوّاب بصحّة ذلك، وأن نائب حلب أشقتمر توجّه إليها بالعساكر ونازلها، وحصر متملّكها الكافر الأرمنيّ المعروف بتكفور (?)، وأنّ الحصار دام بها (مدّة) (?) شهرين حتى فنت أزواد أهل سيس وتخوّفوا، فتسلّمها منهم بالأمان، وقبض على التكفور وعدّة من أمرائه وجنوده. وأعلن في (?) سيس بكلمة التوحيد، وصارت دار إسلام بعد ما كانت دار حرب، وأزال الله تعالى منها عبدة الصليب الأرمن، وعيّن السلطان نائبا بها يعقوب شاه، وصارت مملكة مستقلّة بنفسها، وقام السلطان بواجبها. وقال الأدباء في ذلك أشعارا كثيرة، فمن ذلك قول ابن (?) الوردي ويمدح أشقتمر (?):

يا سيّد الأمراء فتحك سيسا ... سرّ المسيح وأحزن القسّيسا

وبك الإله أعزّ دين محمد ... وأذلّ قوما بايعوا (?) إبليسا

لله درّك من مليك (?) ... حازم

ضحك الزمان به وكان عبوسا (?)

/ 212 / وأضيف إلى سيس طرسوس، وأدنة، ومصّيصة، وغير ذلك من البلاد، وقرّر نجم الدين بن الشهيد كاتب السرّ بها، وجعلت مملكة بذاتها، وسمّيت «الفتوحات الجاهانيّة» (?).

[تعيين قاضي الحنفية]

وفيه بعد شغور منصب القضاء الحنفية عرض السلطان القضاء على الجلال التباني فامتنع وقال أنا رجل عجميّ لا أعرف أوضاع أهل مصر فاستشار السلطان ابن جماعة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015