عرام بتقدمة ألف. وهو أول من باشر الإسكندرية نيابة، وكانت قبل ذلك ولاية.

وعمل معه حاجب أمير طبلخاناة، ووالي حرب أمير عشرة، وخمسماية فارس، وهم الذين يقال لهم الآن أجناد الستماية. وقرّر أمور الثغر (?). وصار يقال لمن وليه ملك الأمراء، وهو صدر ذلك، ولو كان ذلك قبل ذلك لما حصل ما حصل، لكن قدرة الله تعالى المسبّب وقضاؤه (?) أحيى لا رادّ لما قضى جلّ وعلا.

[حرب يلبغا وطيبغا الطويل]

في هذه الأيام ثقلت وطأة طيبغا الطويل أمير سلاح على خشداشه يلبغا الأتابك، وفي عزم طيبغا أن يستبدّ بالأمر وحده. وأخذ يلبغا يدبّر عليه. فاتفق أن خرج طيبغا للصيد بالعبّاسة، فاغتنم يلبغا الفرصة وبعث إليه وهو هناك آقبغا العمري الحاجب ومعه تقليد له بنيابة الشام وخلعة بأن يحملها معه إلى محلّ نيابته. فلما وقف طيبغا على ذلك غضب وحنق، ولم يوافق على ذلك، وردّ آقبغا بما معه من التقليد والتشريف ردّا غير جميل، فغضب الأتابك يلبغا، ثم عيّن له جماعة بعث بهم إليه، منهم: أرغون الإسعردي الدوادار، وأروس المحمودي، / 78 ب / وأرغون الأزقي (?)، وطيبغا العلائي، والتشريف (?) معهم أيضا. وأكّد عليهم أن يكلّموه في أن يمتثل ما رسم به السلطان، ويقلع الفتنة. فما أجاب، وثار بنفسه، ووافقه ممّن توجّه إليه: الإسعردي، وأروس. وقبض على العلائي، وفرّ الأزقي (?) إلى الأتابك يلبغا فأخبره بما كان، فركب يلبغا إلى القلعة من فوره وأركب السلطان وألبسه لأمة الحرب هو وعساكره، ثم أكمن في لحف الجبل قريبا من قبّة النصر كمينا لا علم عند الطويل به.

فما طلع فجر يوم السبت سابع عشره إلاّ وطيبغا الطويل في جموعه بقبّة النصر، ووافاه الأتابك يلبغا وواقعه، واقتتل الفريقان. وأخذ أمر طيبغا في الاستظهار، وكاد أن يتمّ له النصرة، وإذا بالكمين قد خرج له من ورائه فذهب، وكان يلبغا قد تأخّر شيئا فردّ عائدا، فما هو إلاّ وقد انهزم طيبغا وتفرّقت جموعه، وفرّ بنفسه فاختفى. وعاد السلطان وقد سكنت الفتنة، وتتبّع من كان مع طيبغا فأخذوا من كل جانب.

ثم قبض على طيبغا المذكور من خانقاه بيبرس، ثم قبض على الإسعردي، وأروس، وجماعة من الأمراء، ممّن كان مع طيبغا، فقيّدوا وسجنوا بالقلعة، ثم حملوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015