في الصلح حتى صدر بينهم، وحلف يلبغا، فاطمأنّ بيدمر ونزل ومن معه من القلعة، فقبض عليه، وعلى منجك، وأسندمر، وقيّدوا، فقام الجمال المرداوي يوسف بن محمد الحنبلي قاضي دمشق في ذلك وأنكر على يلبغا، واجتمع به وقال له: لم يقع الصلح على هذا، فأخذ في الاعتذار له ووعده بالإفراج عنهم.
ولما انصرف بعث بهم إلى الإسكندرية فسجنوا بها. ثم صعد قلعة دمشق وسكنها. وأخذ يلبغا في الاستبداد بتدبير الأمور في الشام على وفق مراده كدأبه في مصر (?).
وفيه كادت تثور فتنة بالقاهرة في غيبة السلطان، اتفق الأمير حسين بن محمد بن قلاون مع الطواشي جوهر الزمرّدي نائب مقدّم المماليك بأن يثورا ويلبسا من القلعة من المماليك السلطانية آلة الحرب، ويتسلطن حسين. فوشى بذلك إلى الأمراء، فبادر نائب الغيبة أيدمر الشمسي، وموسى بن الأزكشيّ، فقبضا على جوهر وعلى نصر طواشي الأمير حسين، لكونه كان السفير في ذلك، وسجنهما بخزانة شمائل (?).
وفي شوال قرّر [أمير علي] (?) على نيابة الشام عوضا عن بيدمر (?).
وقرّر في نيابة حلب قطلوبغا الأحمدي الرأس نوبة، عوضا عن أحمد بن القشتمريّ (?).