وسمع على جماعة، وله نظم حسن، وصنّف وألّف، وناب في القضاء، ثم ترك، وولي عدّة وظائف، منها مشيخة تربة الأشرف برسباي، وتدريس قبّة الصالح، والمنصورية بالبيمارستان، والجمالية، وغير ذلك.
ومولده سنة 823 (?).
وقد رثيته بقولي:
لقد أظلمت مصر وأقفرت الدنيا ... لموت عدم المثل بل أوحد العصر
سأعجب إن ضاعت ليالي عصرنا ... وكيف يكون الضوء مع عدم البدر (?)
وفيه كان خلع السلطان نفسه من الملك وتبرّمه منه، ثم عوده إليه بمبايعة جديدة.
وكان السبب في ذلك جلبانه، فإنهم لما حضروا من التجريدة أخذوا في التعنّت والشغب، ووقع لهم أشياء كثيرة أوجبت السلطان جمع الخليفة والقضاة والعلماء والأمراء والمباشرين وجميع أرباب الدولة والجند، وتكلّم بكلمات منكية (?) نادرة. وآل أمره أن خلع نفسه حتى روجع في ذلك وأعيد في الوقت.
وآل الأمر أن نفق في جلبانه كلّ نفر خمسين دينارا بعد أمور يطول الشرح في ذكرها (?).
وفيه / 384 أ / كائنة الشهاب الشيشينيّ (?)، وكان قد كتب هيئة رسالة للسلطان تشتمل على حلّ ما يجبى إليه من الكراوات عن الشهرين الماضي خبرهما. وبلغ ذلك الناس، فثار العوامّ، ووقع له أشياء، وكاد أن يقتل لولا اختفى بنفسه، وعمل فيه الشعراء أشياء كثيرة.
وجمعت منها في ذلك نحوا من كلام عشرين إنسان (?).