الثياب الطرح على العادة، فرحّب السلطان بهما وأنس إليهما وخلع عليهما (?)، وقام لجرباش حين تقدّم (لتقبيل) (?) يده، وشفع جرباش في جانبك كوهيه، ثم نزلا وهرع الناس إليهما للسلام عليهما (?).
وفيه أمر السلطان بإنشاء البرج العظيم بقرب ثغر رشيد (?).
وفيه عيّن السلطان الأتابك أزبك، وأمير سلاح جانبك قلقسز، وأزدمر الطويل، وقانصوه الخسيف، وأمرهم بالخروج سريعا إلى جهة الشرقية لردع العربان، وكانوا قد جالوا وعاثوا بالنواحي. ثم وقع بالقاهرة حركة وهرجة عظيمة واضطراب، وكادت أن تموج بأهلها، وأرجف بهجوم العرب القاهرة لنهبها، وانكشف الحال أنه كان بين بين وائل وبين حرام حرب، وهزم بعضهم بعضا، وآخرين (?) انهزموا إلى جهة القاهرة وأعداؤهم في أثرهم حتى وصلوا إلى الحسينية، والنهب والسلب عمّال في المارّة إلى آخر النهار، فأرجف بما أرجف فعيّن السلطان من ذكرنا، وأضاف إليهم عدّة من الجند الجلبان من طباق القلعة، وخرجوا قريب غروب الشمس في كبكبة كبيرة. ووصل الأتابك إلى الخانكه، ثم أصبح فعاد بمن معه وقد قبضوا على البعض من العربان فأودعوا إلى السجن، ولم يعد قانصوه الخسيف، وأمر بالإقامة بالشرقية لردع المفسدين. وكانت هذه من نوادر الحوادث (?).
وفيه وضعت امرأة أربعة من الأولاد في بطن واحد، ذكرين وأنثيين، وكان والدهم من الفقراء فحملهم إلى السلطان، وذكر قصّته وفقره وفاقته، فأمر له بعشرة دنانير وخمسة أرادب من القمح (?).
وفيه أحضر إلى القاهرة / 237 أ / جماعة من الفرنج في الأغلال، وعرضوا على السلطان، وكانوا قد أخذوا من بعض السواحل وهم متجرّمون، فأسلم منهم عدّة، وسجن من بقي (?).