وكان قد بلغ في وزارته من الفخامة والضخامة والعظمة ما يكلّ واصفه أن يصفه به، وكثر ماله جدّا. وولي عدّة وظائف من أيام الناصر محمد، وجمع بين الوزارة ونظر الجيش، ونظر الخاص، وترأس بمصر. وآل أمره إلى ما عرفته. وأخرج إلى قوص، وبها بغته الأجل. فيقال إنه سمّ، ويقال: بل نهشه ثعبان.
وأرّخ بعضهم موته في ربيع الأول.
وفي ذي حجّة قبض على ثقبة الحسني أمير مكة المشرّفة، وأفرد عجلان بالإمرة بها (?).
وفيه قبض على أبي القاسم محمد بن أحمد اليمنيّ، الزيديّ، وكان متجاهرا بمذهبه في مكة المشرّفة، وينصب منبرا بالحرم (?) المسجد الحرام يخطب عليه في يوم العيد وغيره بمذهبه (?)، ويصلّي بطائفة بالمسجد الحرام، وضرب حين القبض عليه بالمقارع ليرجع عن مذهبه فلم يرجع، فسجن، ثم فرّ من سجنه إلى وادي نخلة (?).
[176]- وفيها - أعني هذه السنة - قتل صاحب سنجار الخالع بالموصل حسن بن هندوه (?).
وكان قد عاث بتلك البلاد، وحاصره عساكر الشام ثم عادت عنه.
وكان قتله على يد صاحب ماردين.
وفيها استسقى أهل دمشق، وكان قد تأخّر نزول المطر عندهم، وارتفع سعر الغلال، فأغاثهم الله تعالى (?).