وكان إنسانا حسنا، رئيسا، حشما، أدوبا، شجاعا، عاقلا، سيوسا. تنقّل في الخدم في عدّة ولايات، منها حجوبيّة الحجّاب بمصر غير ما مرة، ونيابة طرابلس أيضا غير ما مرّة، وترشّح لنيابة الشام أيضا بعد قتل أرغون شاه.

ومولده سنة ثلاث وسبعين وستماية.

[هدم كنيسة النحريرية]

وفيه كائنة هدم الكنيسة للنصارى بناحية النحريرية (?)، وكانت كاينة فظيعة ثار بها العامّة بسبب إنسان من النصارى شهد عند القاضي أنّ جدّه كان مسلما، فحكم القاضي بإسلامه وحبسه ليسلم، فأخرجه والي المحلّة ليلا بقيام بعض النصارى، فثار العامّة لرجم الوالي، وثار بهم الوالي، فهزم العامّة الوالي، وخرج فارّا، فقصدوا كنيس النصارى وهدموه وأحرقوا ما به من صلبان ونحوها، وعمّروها مسجدا، ونبشوا قبور النصارى وأحرقوا رممهم وهمّوا بأخذ النصارى كذلك فهربوا. وبلغ الخبر السلطان، وشنّع الحسام أستادار العلاء على القاضي وسعى في إلزامه بإعادة الكنيسة من ماله، فبعث السلطان فطلب القاضي والوالي، وعقد مجلس بجامع القلعة بالقضاة الأربع (?) والوزير، وغيره من أهل الدولة، وطال فيه الكلام، وانفضّ على غير طائل. ثم أعيد ثانيا عند شيخو بداره، وحضر العلاّمة أكمل الدين، فحنق شيخو من القاضي وأغلظ عليه القول، فقام الأكمل في ذلك. وبلّغه شيخو بكلمات منها تخويفه من عواقب ذلك، وصدع الحسام (?) بالإنكار، بل وسبّه ونسبه إلى الخروج عن الإسلام. وآل الأمر إلى سكون شيخو ورجوعه إلى كلام الأكمل، والبعض بكشف القضية. ثم آل الأمر إلى عزل القاضي والوالي (?).

[وفاة التقيّ القيراطي]

[173]- وفيه مات التقيّ القيراطيّ (?)، محمد بن عبد الله بن محمد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015