وأنّ إخوته قد فرّوا من عنده مغاضبين له إلى ابن عثمان، وأخذوا في إثارته وحضّه في القيام معهم لاقتلاع الملك لهم وأنه مظلوم معهم، ومعه، لكون أباه كان عهد إليه بالملك دونهم وأطاعوه، ثم عصوا عليه، وأنّ قصده أن يكون تحت نظر السلطان. فخلع على قاصده، وأعيد بعد ذلك إلى مرسله ومعه قاصد من جهة السلطان يقال له قرمان من الخاصكية، وجواب من السلطان يوعده (?) بنصرته حيث احتاج إلى ذلك، وتعزيته إلى أبيه وتهنئته بملكه. وعيّن خلعة هائلة لابن قرمان ومركوب خاص من الإسطبل السلطاني بالعدّة الكاملة (?).
وفيه خلص المستعين بالله بن الأحمر صاحب غرناطة إلى المدينة فأقام بها عبد القادر [بن] (?) محمد بن سيدهم صاحب المرينة. وكان سعد هذا قد ولاّها له (?).
[2608]- ومات سعد بعد ذلك عن قريب في حدود هذه السنة.
وهو سعد بن محمد (?) بن يوسف بن إسماعيل بن مفرّج بن إسماعيل / 163 ب / بن يوسف بن نصر الأنصاري، الخزرجي، الأرجونيّ الأصل، الأندلسي، الغرناطيّ، السلطان، أمير المسلمين المستعين بالله، أبو النصر ملك الأندلس مدّة.
وجرت عليه خطوب وحروب مع عدّة من أقاربه ومع الفرنج، وأقيم الغزو في دولته إقامة جيّدة، وطالت مدّته في المملكة حتى ثار به ولده على ما عرفته.
وكان ملكا جليلا، حازما، شجاعا، عاقلا، سيوسا، من أهل ملوك الأندلس حزما وعزما وحنكة.
ومولده قبل القرن.
وفيه استقلّ أبو الحسن الغالب بالله علي بن سعد بن الأحمر بملك الأندلس من غير معارض، وقام به حتى ثار ولده أبو عبد الله، ففعل معه كما فعل هو مع والده سعد المستعين، كما تدين تدان (?).